كيف تبسط التكنولوجيا عالم التداول للمبتدئين

قبل فترة ليست بالبعيدة، كان دخول عالم التداول خطوة ليست سهلة بالنسبة للكثيرين، فقد كان الأمر يشبه مكاناً مليئاً بخبراء ماليين متحدثين بلغة صعبة، ورسوم بيانية مبهمة، وعبارات، مثل "المتوسطات المتحركة" و"التحوط" و"التباعد الصعودي"، كافية لجعل أي شخص جديد يعيد النظر في قراره.

لم تعد لعبة التداول مقتصرة على المحترفين الذين يستخدمون ثلاث شاشات ويعيشون في مراكز المدن. يمكن اليوم لأي شخص لديه هاتف ذكي واتصال إنترنت أن يجرّبها بكل بساطة. إن الأمر لا يتعلق بالثراء بين عشية وضحاها، بل يتعلق بتعلم كيفية عمل النظام، وبفضل التكنولوجيا، لم يعد منحنى التعلم حاداً أو صعباً كما كان في السابق.

التصميمات والواجهات البسيطة

كانت منصات التداول القديمة ذات واجهات صعبة على المبتدئين في المجال، وذات رسوم بيانية معقدة في كل مكان، وخطوط غير مفهومة، وبالنسبة لغير المتخصصين في التمويل كانت التجربة غير مريحة أبداً.

تتميز تطبيقات التداول اليوم بتصميمات وقوائم بسيطة، وتوفر الكثير منها دورات تعليمية سهلة لكل مبتدئ، حتى أن بعضها يستخدم الرموز التعبيرية للإيحاء بأسلوب مرح وقريب من المتعلم. حولت تطبيقات التداول ما كان مستحيلاً إلى عملية سهلة ومبسطة.

عندما يقرر شخص ما تعلم التداول هذه الأيام، فهو لا يواجه التعقيدات والصعوبات التي كانت موجودة منذ عدة سنين، وعلى العكس يمكنه التعلم خطوة بخطوة، وبلغة واضحة. تساعد منصة Exness المبتدئين في شراء سهمهم الأول والخوض في التداول بكل سهولة، وذلك من خلال مجموعة كبيرة من الإرشادات والتوصيات التي لا يجدونها في كثير من المنصات الأخرى.

أهمية الحساب التجريبي لتجنب الخسائر

قد يكون هناك الكثير من المميزات والإيجابيات في التداول، ولكن هناك ميزة تستحق الإشادة كثيراً، وهي الحساب التجريبي. يستطيع أي شخص الآن بدء تجربته الأولى في التداول من دون المخاطرة بأموال حقيقية. هنا تكمن روعة هذه الميزة، حيث أن معظم المنصات الحديثة توفرها، والتي قد تبدو رائعة للمبتدئين الذين لا يرغبون في المغامرة بأموالهم.

من خلال ميزة الحساب التجريبي، يمكن للمبتدئ إجراء الصفقات، ومتابعة الأسواق، وارتكاب الأخطاء وخسارة أموال وهمية بدلاً من المال الحقيقي، وتعتبر تجربة مثالية للتعلم والاستكشاف. في الماضي، كان خطأ واحد قد يكلف مئات الدولارات، ولكن الآن لا يكلف شيئاً عند اختيار هذه الميزة.

التعلم الرقمي

كان تعلم استراتيجيات التداول وسوق الأسهم فيما سبق يعني دراسة كتب كثيرة أو التسجيل في دورات تعليمية بمبالغ كبيرة، لكن الآن يستطيع أي شخص الوصول إلى مئات الموارد المجانية، مثل: قنوات يوتيوب، وبودكاست، وندوات إلكترونية، وأكاديميات متكاملة مدمجة في تطبيقات التداول. حتى أن بعض المنصات تُخصص الدروس بناءً على أهداف المتداول.

بشكل عام، يتميز مدربو التداول أنهم مؤثرون، وأشخاص ذوو شخصية مميزة. من المفترض أن يكون المحتوى ممتعاً وغنياً بالمعلومات، وسهل الفهم بحسب مستوى المتدربين والغرض من المحتوى.

إذن، ما هو التداول اليوم للمبتدئين الفضوليين؟ إنه علم مبني على تحركات السوق الفورية، والتقنيات المتاحة، ودروس موجزة تُقدم بلغة يفهمها المتداولون. تمكن منصة Exness المتداولين من فهم أساسيات التداول، وتوفر الكثير من الميزات التي لا توفرها منصات أخرى.

الذكاء الاصطناعي وعلاقته بالتداول

إن الذكاء الاصطناعي موجود للدعم والمساعدة، وليس للسيطرة على الحسابات أو لإجراء صفقات غير مشروعة، وبالطبع، تساعد العديد من أدوات الذكاء الاصطناعي المبتدئين على اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً.

إن تطبيقات التداول الحديثة مُجهزة بأدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي تُحلل الأسواق، وترصد الاتجاهات، وتُرسل تنبيهات عند تحرك الأسعار في اتجاهات معينة. بعضها يشير إلى مقدار المخاطرة، وبعضها قد يحذر عند القيام بشيء غير حكيم، مثل استثمار كل الأموال في عملة عشوائية ربما تجلب خسارات كبيرة.

لا يغني الذكاء الاصطناعي عن القرارات البشرية والمحاكمة المنطقية المدروسة، بل قد يساعد المتداول فقط على تنفيذ بعض المهام بذكاء. بالنسبة للمبتدئين، هذا النوع من الدعم قد يكون مفيداً، حيث ربما تقدم بعض الأدوات الإرشادات اللازمة لتقليل الخسائر، واتخاذ قرارات حكيمة في بعض الأحيان.

التداول الاجتماعي

إن التداول الاجتماعي هو بمثابة حيلة قد تكون جيدة للبعض. يعتمد هذا النوع من التداول على متابعة ذوي الخبرة والرائدين في المجال، والتحقق من إحصائياتهم، ومتابعة أدائهم، وربما نسخ صفقاتهم أو الاستفادة من سلوكهم.

قد يبدو الأمر كسولاً، لكنه ربما يكون مفيداً بعض الشيء للمبتدئين الذين يرغبون في التعلم من خلال مشاهدة الآخرين. لا غنى عن دراسة السوق والتقلبات التي تحصل كل لحظة، وقد يساعد تتبع سلوك المحترفين في بناء نهج عملي لا يتم تدريسه في جميع الدورات.

التداول عبر الهاتف المحمول

في السنوات الأخيرة، ساعد انتشار الهواتف المحمولة في تبسيط الكثير من الأمور في الحياة اليومية، وساعد على أداء مهام كانت فيما سبق تتم عبر أجهزة الحواسيب فقط. يمتلك اليوم الجميع هاتفاً محمولاً واحداً على الأقل، وقد شجع هذا الانتشار الهائل الشركات في الاستثمار في تطبيقات من خلاله. يمكن لأي شخص اليوم من خلال هاتفه الذكي واتصال انترنت جيد الوصول إلى الصفقات المحلية والعالمية، ومتابعة آخر أخبار السوق. تساعد هذه السرعة في سهولة اتخاذ القرار، حيث أن هذه الأدوات متاحة اليوم في كل زمان ومكان,

توفر الكثير من التطبيقات ميزات عدة، مثل: الإشعارات الفورية، وتسجيل الدخول البيومتري، والمزامنة السحابية. يساعد ذلك المتداولين على البقاء في قلب السوق لحظة بلحظة. إن هذه الميزات تساعد المتداولين، وخاصة الذين يعملون بدوام كامل، على اتخاذ القرارات من أي مكان.

تأثر المخاطر بالتكنولوجيا

إن التداول في قائم على المجازفة والمخاطر، ومهما درس المتداول السوق، واتبع دورات مكثفة، وتابع كبار المؤثرين في المجال، سيبقى هذا الخطر قائماً بسبب الكثير من المتغيرات التي قد لا تكون مدروسة أو متوقعة.

لقد ساعد انتشار أدوات التكنولوجيا في جعل هذه المخاطر أكثر وضوحاً في الكثير من الظروف، حيث تتيح المنصات الآن تحذيرات من خلال الإشعارات، وتجربة محاكاة مجانية، والوصول إلى أحدث الدورات التدريبية والدروس المستفادة في المجال.

هذه الميزات لا تعني إطلاقاً عدم حدوث الخسائر، فهي واردة في كل لحظة أو قرار، لكنها قد تساعد المبتدئين في اتخاذ قرارات مدروسة أفضل، وذلك بفضل التوصيات والإرشادات المدمجة في معظم المنصات والتطبيقات المتاحة.

التكنولوجيا والثقة في التداول

لكل الأشخاص الذين أخذوا التداول مجالاً سهلاً لبناء ثروة والكسب السهل فقد اختاروا طريقاً خاطئاً، بينما الذين حددوا خياراتهم في تنويع مصادر الدخل، واكتشاف هذا المجال ضمن حدود المسؤولية المالية فهم بالطبع على صواب.

لا يزال الأمر يتطلب الكثير من الصبر والتعلم، والاستفادة من التجربة والأخطاء المرافقة لها. لكن الأهم ألا يقوم المبتدئون بذلك بمفردهم. لديهم الآن تطبيقات موثوقة كثيرة، وأدوات ذكاء اصطناعي للتحليل والمساعدة، ومجتمعات قد تساعدهم وخاصة في البدايات. عند الحديث عن التكنولوجيا والثقة التي تبنيها، فهذا يجب أن ينعكس على اتخاذ قرارات حكيمة في ظل توفر الكثير من الخيارات، وذلك للحد من الخسائر والوقوع في فخ الاحتيال.

الختام: تكنولوجيا التداول باقية

ساعدت التكنولوجيا اليوم في تحويل التداول من مجال غامض إلى شفاف، ومن الصعوبات إلى سهولة الوصول في أي زمان ومكان. يمتلك اليوم المتداول في متناول يده جميع الأدوات والمواقع والدورات التعليمية لدراسة التداول، واسكتشاف مجال جديد في تنويع مصادر الدخل، وهذا بالطبع ساعد في بناء ثقة أكبر في القرارات اللحظية مقارنة بما سبق.

على الرغم من دعم أدوات التكنولوجيا الكبير، ستبقى الأسواق العالمية مليئة بالمخاطر والبيانات الغير متوقعة، والقاعدة الأهم هي أن كل شيء ممكن في عالم التداول، والرابح الوحيد هو من يتخذ قرارات حكيمة بناء على ميزانيته، ولا يجازف بما هو أكثر من قدرة تحمله. 

محمد وسيم
محمد وسيم
تعليقات